• HomeLatest imagesRegisterLog in
  •     امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ    
    منتديات ابداع كوم
    عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
    او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة ملتقى الإبداع والتميز
    سنتشرف بتسجيلك
    منتديات ابداع كوم
    عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
    او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة ملتقى الإبداع والتميز
    سنتشرف بتسجيلك



     

     

         امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ    

    Go down 
    AuthorMessage
    Saud447
    عضون نشيط
    عضون نشيط
    avatar


    Male

    عدد المساهمات : 51

    نقاط : 153

    السٌّمعَة : 0

    احترام قوانين المنتدى :  	  امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ	     111010

    العمر : 24

    تاريخ الميلاد : 1999-06-08

    علم بلادى :  	  امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ	     777692952

    المتصفح :  	  امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ	     Fmchro10

    المزاج :  	  امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ	     Pi-ca-40

    تاريخ التسجيل : 2012-06-26


     	  امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ	     Empty
    PostSubject:     امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ         	  امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ	     EmptyTue Jun 26, 2012 6:04 pm

    دمعـــــــة على فــــــــــراق الحبيـــــــب ..


    الحمد الله رب العالمين , وارحم الراحمين , وأقدر القادرين , وأحكم الحاكمين ,
    الذي
    له الخلق والأمر , وبيده النفع والضر , الأول بالخلق , الموجود بالضرورة ,
    المعروف بالفطرة , الذي أقرت به العقول , ودلت عليه كل الموجودات , وشهدت
    بوحدانيته وربوبيته كل المخلوقات , وأقرت بها الفطرة المستعان به على كل
    نائبة وفادحة , والمعهود منه كل بر وكرامة , الذي عمت له الوجوه , وخشعت له
    الأصوات , وسبَّحت له السموات وجميع الموجودات .
    باري البريات , وغافر
    االخطيات , وعالم الخفيات , المطلع على الضمائر والنيات , أحاط بكل شيء
    علما , ووسع كل شيء رحمه وحلما , لا تدركه الأبصار , ولا تغيره الإعصار ,
    ولا تتوهمه الأفكار , الذي لا تسكن الأرواح إلا بحبه , ولا تطمئن القلوب
    إلا بذكره .
    ونشهد أن رسولنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله , إمام
    الخائفين , وقدوة المتقين , هو خاتم الأنبياء والمرسلين , أرسله بالهدى
    ودين الحق ليظهره على الدين كله , فبلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح
    الأمة , وجاهد في الله حق جهاده , وتركنا على المحجة البيضاء , ليلها
    كنهارها , لا يضل عنها إلا زائغ , صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ,
    ومن اهتدى بهديه , واتبع النور الذي أنزل معه , صلاة وسلاما دائمين إلى
    يوم الدين .
    أما بعد .............


    كتمتُ اسم الحبيب من العبـاد *** ورددت الصبابه في فـــــؤادي
    فوا شـــــوقاً إلى بلـــد خلــيِّ *** لعلي باسم من أحب أُنــــادي


    اسمح
    لي أيها القارئ , أن أعبر عن حبي , بعد أن ذقت من الدنيا خوفا وهلعا ,
    ودعني أستل من قلبي خيطا أبيض ألتمس به الصلة بيني وبينه , وأعرني دمعة
    تخفف بها لوعة الشوق بيني وبين من أحب .
    وأي سعادة في الحب ؟؟!!وأي نجاح في النهاية يوازي ذلك الحب ؟؟!!



    الحب
    روح الحياة , وطعم الوجود , ولذة الدنيا , وغذاء الروح , وبهجة القلب ,
    وضياء العين , ونور الفؤاد , حياة بلا حب حياة باهته , وقلب لا حب فيه قلب
    جامد , الحياة حب والحب روح , فإذا غابت الروح فلا قيمة للجسد
    بالحب
    أقبلت قوافل المحبين , وتسابقت أقدام العاشقين , وتنافست فلول الهائمين ,
    الحب حياة من فقده فهو ميت , ونور من فقده فهو في ظلام دامس , وليل حائك .
    الحب إثار المحبوب على كل مصحوب , وتقديمه في أي مرغوب , وموافقة الحبيب في المشهد والمغيب .
    الحب
    امتلأ القلب بأوصاف المحبوب , وامتلأ الفؤاد بذكره , وإن يمحي من الفؤاد
    ما سواه , ويطرد من القلب ما عداه , ولا سعادة إلا بقربه , ولا سرور إلا به
    , ولا سلوان إلا معه , ولا فرح إلا برضاه .
    إن الحب نار في القلب تحرق ما سوى مراد المحبوب , فلا يبقى إلا مراده , ولا يقوم إلا مطلوبه , ولا يمثل إلا أمره




    ولولا حرارة قلبي من تذكركم *** ما سال دمعي على خدي ولا اندلقا
    أُصبّر القلب في يومــي وليلته *** وصار جسمـي بنار الحب محتــرقا



    الحب
    هو الشوق الدائم إلى لقاء المحبوب , والحياة على أمل الفوز به , والظفر
    برؤية وجهه المشرق , فهو روح الوجود , وكسير القلوب , وصمام أمان لبني
    الإنسان .
    فالمحب يأنس بحبيبه في وحشته , ويسلو به في خلوته , ويسعد به
    في غربته , لا شيء أمتع لدى المحب من الخلو بمحبوبه , والحديث إليه , تتلذذ
    بالحديث معه , ويسعد بالإنطراح بين يديه , فيعمر ذلك الأنس قلبه , ويزيل
    همه , وينسى أتعاب الحياة وأوصاب الدنيا , ولأن تلك الخلوة بالحبيب هي زاد
    الطريق , وهي الوقود للعمل , وهي التي تبرد حرارة الشوق إلى من بذلت وقتك
    من أجله .
    فبذلك الحب تستنير البصيرة , وتنكشف الهموم , وتهاجر الغموم ,
    ومن أنس بالحبيب أنس بالحياة , وسعد بالوجود , وتلذذ بالحياة , قلبه مطمئن
    , وفؤاده مستنير, وصدره منشرح, إذا سمع المحب ذكر حبيبه من غيره زاد طربه ,
    وتضاعف قلقه .



    يامن شكا شوقه من طول فرقته *** اصبر لعلك تلقى من تحب غـــــدا
    وسر إليه بنار الشوق مجتهــــداً *** عساك تلقى على نار الغرام هـدى



    وفي
    هذه الأسطر سأقدم عذري , لأنني في هذه الأسطر سوف أخرج عن صمتي , وسأكسر
    أغلال السكوت , وسأمزق أثواب الحروف , وسأضع رداء الصمت , وسأعلن للعالم
    قصة حب , فأنا أحب فلان .
    والرجال كالأرقام , قيمتهم تتوقف على مواضعهم ,
    وحبي لا نهاية له , ولا وصف له , ولا رقم له , قصة حب مسطرة على جبيني ,
    بحروف دمي , وسأتكلم بلسان فؤادي , أطلقت هذا الحب في ليل دامس , والنفس
    مولعة بحب من تشاء , لكن محبتي أسمى , وغايتي أعلى , وقصتي أجلى , ومن
    أحببته أحلى , كل ما ذكرته طار قلبي , واشتاق فؤادي , فلا أعرف هندٌ من
    فاطمة , ترى الناس إني فتاة عاشقة كئيبة ولكن بمن ؟؟!!



    وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي *** متأخّــــــرٌ ولا متقــــــدَّمُ
    أجـــــد الملامـــة في هواك لذيــــذة *** حباً لذكرك فليلمني اللّـــُوًّمُ



    كم
    من الوقت ضاع من أجل الحب وفي دّوامته , وكم من العقول ذهبت لأجل الحب وفي
    دائرته , ونُغرق يومنا في أبجديات الحب , فمُحب يعيش بين الذكرى والنسيان ,
    ومُحب يتيه بين الوصل والحرمان , حب يسعد في الرسم , أجمل في الصورة ,
    وغموض في الحقيقة .
    ومن حب غير حبي فقد تاه في كل البلاد , وتفتت منه الجسد والفؤاد , واضحي عبرة للحاضر والباد .



    أُعـلل قلبــي في الغـــــرامِ واكــتـمُ *** ولكـــنّ حالــــي عن هــــوايَ يُترجِــــمُ
    وإِن فاض دمعي قلتُ جرحٌ بمقلتي *** لئلاَ يــرىَ حالـــي العـــذولُ فيفهــــــم
    وكنتُ خليّاً لستُ أعرفُ ما الهـوى *** فأصــبحتُ صَبّـــــاً والفــــؤادُ متيَّـــــمُ
    رفعتُ إِليكُــمْ قصّتــي أشتــكي بها *** غرامي ووجدي كي تجودوا وترحمـــــوا
    وسطــرتُها من دمــع عينــيْ لعلّها *** بما حلّ بــي منكـــُمْ إليكــــم تُتَرجِــــمُُ



    حاولت أن أحبس عواطفي فتكسرت القيود .
    حاولت أن أكتم نبضاتي فصرخت بلا قيود .
    حاولت أن أخفي محبتي فظهرت في الصوت ولون الخدود .
    حاولت تجفيف دموعي فتفجرت كالأنهار في الأخدود .
    فلم أستطع رغم كل الجهود , فأعلنتها لأهلي و للعالم بلا قيود .
    فأستعين بالغفور الودود
    إن فاتكم أن تبصروه بالعيون , فما فاتكم وصفه .
    سكــــــان في القـــلب يعمـــرُهُ *** لست أنساه فأذكــــرُهُ
    غاب عن سمعي وعن بصــــري *** فسويدا القلب تبصــره



    صفـــــــــــــــــــــــــــته
    / ليس بالطويل البائن ولا بالقصير , وليس بالأبيض شديد البياض ولا بشديد
    السمرة , معتدل القامة , بعيد ما بين المنكبين , كانت صفات الرجولة والعظمة
    ظاهرة عليه , إذا كان ضخم الرأس , واسع الجبين , سهل الخدين , اقنى الأنف
    (أي طوله ودقه أرنبته مع حدب في وسطه ) عظيم الفم , أفلج الأسنان ( أي فرق
    بين الثنايا ) شديد سواد العين مع سعتها , كث اللحية , حسن العنق , سواء
    البطن والصدر , عريض الصدر , ضخم العظام , قوي العضدين والذراعين , طويل
    الزندين , رحب الراحة , كلما صافحة رجل من أصحابه كأن يده برد , أو كأن يده
    ثلج , كان وجهه كالسيف لا بل كالقمر , وجهه مستديرا كأنما صيغ من فضه ,
    إذا تكلم رؤى كالنور يخرج بين ثناياه.



    شعــــــــــــــــــــــــــــره
    / له شعر يبلغ شحمة أذنيه , يفرق رأسه ويكثر من دهنه , وتسريح لحيته , أما
    الشيب توفي وعمره ( 63 ) ولم يكن في شعره إلا عشرين شيبه .



    لباســـــــــــــــــــــــــــه
    / عمامة سوداء , كان أحب الثياب إليه , القميص , وكان قصير الكمين قصير
    الطول , لأن أهل العلم نهوا عن الإسبال حتى في الكمين , أحب الألوان إليه
    الملابس البيضاء , وكان إذا استجد ثوبه لبسه يوم الجمعة , وكان يقول (
    اللهم لك الحمد كما كسوتني , من غير حول مني ولا قوة )
    كان نعاله خفين أسودين , وطيبه المسك والعنبر , وكان إذا أُهدي له طيبا لا يرده .



    سفـــــــــــــــــــــــــره / يسافر بالمشط والدهن والسواك والكحل , وكان مشطه مصنوع من العاج .



    أخلاقـــــــــــــــــــــــه
    / متواضع تعلوه السكينة , والخشوع والتأدب مع الله , كان أحسن الناس خلقا ,
    لم يكن حسن الخلق تكلفا وتجملا بين الناس وإنما كان سجية متأصلة في نفسه
    ملازمة له في أحواله كلها .
    كان أوسع الناس صدرا , وأصدق الناس لهجة ,
    وأكرمهم عشرة لأصحابه ولأهل بيته , لم يكن سبّابا ولا فحاشا ولا لعانا ,
    كان أعظم الناس عفوا , وأرجح الناس حلما , ولا يجزي بالسيئة السيئة , ولكن
    يعفو ويصفح , لكن حلمه كان ينتهي حين تنتهك محارم الله , فلم تغضبه الدنيا
    وما كان لها , لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها , كان أشد الناس تواضعا مع علو
    منصبه ورفعة مرتبته , كان يكره الثناء عليه , ويعيش بين الناس ولا يحتجب عن
    احد منهم , يمشي مع الضعاف ويلبي دعوتهم , اتصف بالبر والوفاء , وحسن
    العهد وصلة الرحم , كان أجود الناس بالخير , وكان أجود ما يكون في رمضان ,
    وكان يعطي السائل مره بعد مره حتى ينفد ما عنده , فمع حلمه ورحمته وتواضعه ,
    كان أشجع الناس , فهو الشجاع بين أصحابه يحتمون به في ساعة الخطر , جمع
    بين الهيبة والشجاعة , وبين العدل والورع , كان يعدل بين أصحابه , ويعطي كل
    واحد ما يستحق , وحين كان يخفى على بعضهم الحكمة في إعطاء شخص وحرمان غيره
    , كان يقابلهم بالصفح والصبر , ويوضح طريقته في المنح والعطاء .



    حياتــــــــــــــــــــــــه
    / أختار الزهد وعيش الكفاف , وكان معرضا عن الدنيا , فقد أوتى خزائن الأرض
    ومفاتيح البلاد , وفراشه عباية مثنية ( من حصير )
    كان يعيش على الأسودين ( التمر والماء )



    عبادتــــــــــــــــــــــه
    / يكثر من الصلاة والصيام والعمل الصالح , ويطيل القيام والركوع والسجود
    في صلاته , كان تارة يقوم من أول الليل , وتارة من وسطه , وتارة من آخره ,
    كان يصوم تطوعا تارة من أول الشهر , وتارة من وسطه , وتارة من آخره , كان
    كثير الاستغفار والتوبة .
    كان من أكثر الناس مزاحا , وكان يمزح ولا يقول
    إلا حقا , كان أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما , وأسرعهم أداء , وأحلاهم
    منطقا , حتى كان حديثه يأخذ بمجامع القلوب , وكأنه يسلب الأرواح , ففصاحة
    لسانه غاية لا يدرك مداها , ومنزله لا يداني منتهاها , ففصاحة اللسان ,
    وبلاغة القول , كان بالمحل الأفضل , والموضع الذي لا يجهل.



    أرسل
    ليَّ كتابا , فأسعدني بذلك الكتاب , وأبهج قلبي بكلامه , وأنار بصيرتي
    بقراءته , وأصبحت نغماته الحانية تلامس قلبي قبل سمعي , أكثر من قرأته لشدة
    حبي له , أقرأه ليلا ونهار , أحاول أن أحفظه حرفا حرفا , وأتمنى لو تقرءوه
    .



    فجدير أن أحبه أكثر من أي إنسان آخر , فهو أحسن الناس
    خَلقاً , وأجملهم وجهها , وأشرفهم نسبا , وأكرمهم نفسا , وأعظمهم خُلقا ,
    وأرجحهم عقلا , وأوسعهم علما , وأحلاهم منطقا , وأكثرهم فضلا , وأعلاهم
    منزلة .



    أحبه لهذا كله ولأكثر منه , حبا يفوق حب الإنسان
    لأبويه , بل لولده بل لنفسه , وأحب كل ما يجيء من قِبَله وكل ما يحبه ,
    وأحب كل إنسان من أهل الخير والصلاح الذين يحبهم ويحبونه . أحبه وأحب حبي
    له , وأحب كل من يحبه . وأحب كل ما كان يحبه .



    أحب من أحبه
    الشجر والحجر والجماد والجن والإنس والطير والأنعام , وقبل ذلك أحبه الملك
    العلام , من رفع الله ذكره , وأنزل في القلوب محبته , وعظمت مكانته , فهو
    خير من مشى على الأرض , و خير من طلعت عليه الشمس
    اختار الله اسمه ,
    فهو ـ محمد بن عبد الله r ـ المشتمل على الحمد والثناء , فهو محمود عند
    الله , ومحمود عند الملائكة , ومحمود عند أهل الأرض كلهم .



    أغاث
    الله به البشرية المتخبطة في ظلمات الشرك والجهل والخرافة , فكشف به
    الظلمة , وأذهب الغمة , وأصلح الأمة , محرر العقول من أغلال الانحراف ,
    ومنقذ النفوس من ويلات الغواية .
    وليس هناك أمتعُ للمرء من التحدث عمن
    يُحبّ، فكيف والمحبوب هو حبيب رب العالمين وسيد الأولين والآخرين، فهو مِنة
    الله على البشرية، ورحمته على الإنسانية، ونعمته على الأمة الإسلامية . (
    فمحمد r ) عبده ورسوله , وأمينه على وحيه , وخيرته من خلقه , أرسله رحمة
    للعالمين , وبعثه للإيمان مناديا , وإلى دار الإسلام داعيا , أرسله عل حين
    فترة من الرسل فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل , وافترض عل العباد
    طاعته ومحبته وتعزيره وتوقيره والقيام بحقوقه , وسد إلى الجنة جميع الطرق
    فلم يفتحها لأحد إلا من طريقه فلو أتوه من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما
    فتح لهم حتى يكونوا خلفه من الداخلين , وعلى منهاجه وطريقه من السالكين.
    فأي بشر أحق بأن يُحب مثله ؟؟!!



    ولو كتبتُ بدمــــع العيـــن ملحمة *** بديعةً جئتكم في ثوب معتـــــذر
    لم أستطع أن أجلّي عشر عاطفـتي *** في حُبّه لا ولا عشـــراً من العُشــر



    وطالما
    في القلب حرقة الفراق , وهزّة في الوجدان , وتفتت في الأكباد , وتمزّق
    للفؤاد , وتبدد للأحشاء , وألم للفكر , وشغل للعقل , وسهر للعين , وقلق
    للمحب , وقلوب المحبين من الفراق , قلوب وجلة , وأكباد محترقة , وأعين
    باكية , ودموع مسبلة , أحترقت وجناتهم , وشحبت ألوانهم , ونحلت أجسامهم ,
    وكادت تزهق من شدة الخوف من الفراق أرواحهم , أضناهم السهر , وأفزعهم الخبر
    .
    فالأمر أهون , والمسألة أخف , والخطب أيسر , ولكن الكارثة العظمى ,
    والفادحة الكبرى , لو كنت تحب إنسانا ولا تهنأ إلا بسيرته , ولا تسعد إلا
    برؤيته , يأتيك خبر وفاته في لحظه من اللحظات , فوا عجبا من قلوب ألفت
    رؤيته , وتعودت على مجالسته , فلم تعد تجد ذلك المحب .
    يا الله ما أعظم
    الخطب , وما أصعب الأمر , وما أجل الموقف .القلب يرجف , واللسان يتعثر ,
    والجنان يخفق , والبنان يرتعش , والأنفاس تحبس , والكلمات تعجز , والعبارات
    تُقَصَّر , والقُوى تنهار , والفكر يحار , والخبر يُصدق .



    عندما انتشر خبـــــــــــر وفاتــــــــــــه ـ r ـ بين أصحابــــــــه .
    فقام عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال : ( والله لو اسمع احد يقول إن محمد r قد مات لقطعت عنقه بسيفي )
    وأما
    أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ كان بالسنح في مزرعته فأقبل على راحلته , متجه
    نحو بيت الرسول r ففتح الباب وتعلوه السكينة وخشوع وحزن علو فراق الرسول r
    ودخل عنده ورفع الغطاء عن وجهه الرسولr ثم نزل وهوى واحتضن الرسول r وقبله
    بين عينيه , ثم قال : ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله , ما أطيبك حيا وميتا ,
    إن الله قد كتب عليك موته فلن تموت بعدها أبدا )



    ولما وصل الخبر إلى عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ بكى حتى لم تستطع قدميه أن تحمله .



    وأما ابن أنيس ـ رضي الله عنه ـ وصله الخبر فبكى بكاء شديدا حتى عمى بصره .



    وأما علي ـ رضي الله عنه ـ لما وصله الخبر يريد أن يقوم فيسقط .



    وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كالمجنون في شوارع المدينة , وتعالت الأصوات وأظلمت المدينة , وارتفع البكاء وارتفعت الرنه .
    ثم
    قام أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ وصعد المنبر وخطب في الناس وعمر ـ رضي الله
    عنه ـ واقف بين الناس يقول : ( ما مات محمد r وإنما رفع كما رفع عيسى ـ
    عليه السلام ـ وإنه سيرجع ليقطع عنق المنافقين )
    ثم قال أبا بكر ـ رضي
    الله عنه ـ اجلس يا عمر , ثم حمد الله وأثنى عليه وقال : (وَمَا مُحَمَّدٌ
    إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ
    قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ
    عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ
    ) [ آل عمران :144]



    أيــــــها المحبــــــــــــــــــون :
    ما بالكم بحب أعين اكتحلت بالنظر إلى وجهه الكريم و آذان تلذذت بسماع
    حديثه , ما بالكم بحب من جالسه و عاشره , وجدوا لذة العيش معه , والأنس
    بقربه , والرضا في رحابه , والأمن في إتباعه , والنجاة في امتثال أمره ,
    والغنى في الاقتداء به , لا شك أنه حبٌ لم يُشهد مثله على وجه الأرض .
    أيــــــــــها
    المحبــــــــــــــون : لقد تباعد بنا الزمان , واستنسرت الفتن , واشتغل
    الأكثرون بالحطام من المهن , غاب عنا الحب وإن إدعيناه , ونسينا الواجبات
    فكانت من أحاديث الذكريات .
    أيـــــــها المحبـــــــــــــــون : إلى
    هنا وأتوقف عن الكتابة لأنه لم يبقى لي إلا ما أسكبه الآن من عبرات على
    لوحة المفاتيح , ألملم أوراقي , وأختم حديثي بقول حبيبي ـ r ـ (عن أنس رضي
    الله عنه قال : سأل رجلا النبي rعن الساعة , فقال : متى الساعة ؟ فال :
    وماذا أعددت لها ؟ قال : لا شيء , إلا أني أحب الله ورسوله r. فقال : أنت
    مع من أحببت . قال أنس : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي r: أنت مع من
    أحببت قال أنس : فأنا أحب النبي r وأبا بكر وعمر , وأرجو أن أكون معهم بحبي
    إياهم , وإن لم أعمل بمثل أعمالهم ) "" رواه البخاري في صحيحة بشرح الباري
    : كتاب فضائل الصحابة , باب مناقب عمر بن الخطاب , برقم 3688 , ج 7 , ص 51
    ـ 52 " "



    اللهم إنا نسألك حبك وحب نبيك r , وحب من يحبك
    ويحب نبيك r , وحب عمل يقربنا إلى حبك وحب نبيك r , اللهم اجعل حبك وحب
    نبيك r أحب إلينا من أهلينا وأموالنا , اللهم حببنا إليك وإلى ملائكتك
    وأنبيائك ورسولك وعبادك الصالحين , اللهم أحي قلوبنا بحبك وحب نبيك r ,



    وأخيرا
    .. فإني أسأل الله وهو خير من سئل , أن ينفع بهذه الأسطر كاتبها وقارئها ,
    وأن يجعلنا من الذين قال الله تعالى فيهم,( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ
    وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي
    مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ دَعْوَاهُمْ فِيهَا
    سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ
    دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [ يونس :9ـ10]
    Back to top Go down
     
        امتَلأ القَلبُ بأوصافِ المحبُوب وامتَلأ الفُؤادُ بِذكرهِ    
    Back to top 
    Page 1 of 1

    Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
    منتديات ابداع كوم :: منتدى الاسلامي :: منتدى الدين الاسلامي-
    Jump to:  
    تم تحويل الستايل بواسطة c.ronaldo